من هنا سوف أسلط الضوء على العمود الصحفي " المقال العمودي "

كبدايةٍ مهمة لوضع أسس لهذا القسم الذي نسعى بان يكون له آفاق واسعة نطمح للتحليق في رحابها .



تعريفه : هو مساحة حرة تضعها الصحيفة أمام كبار الكتّاب بمساحة محددة لاتتجاوز عموداً , يعبّر عن آراءه ورؤيته وحول قضايا مجتمعه وانطباعاته , ويتصف بالثبات من خلال : العنوان , و الموقع في الصحيفة , وموعد النشر .



و يقول المرحوم مصطفى أمين صاحب عمود " فكرة "
للعمود الصحفي خصائص أرى أنه يجب أن يكون فيه شيء جديد ... و أن يكون مختلفا ... و قصيرا ... و عندما أكتب العمود ... لا أكتب ما يفضله القارئ و إنما أكتب ما أفضله أنا ... أكتب ما أتنفسه ... تنفسا واحدا ... يمكن أن يكون صرخة ...دمعة ...ضحكة ... همسة . و المقال قد يعبر عن أكثر من شخص ... يعبر عن رأي الجريدة أو رأي حزب أو رأي فئة من الناس .



و يقول أنيس منصور "صاحب عمود" مواقف "

" يختلف العمود اليومي عن أي كتابات فهو رأي معروض يوميا في مساحة صغيرة ، لذلك يجب أن يكون سريعا مركزا ... و يختلف في الأسلوب ، أي في الطريقة التي يعبر بها ، و في الإيقاع و في الصيغة التي يصل بها معنى إلى وجدان القارئ ( ... ) و كثيرا ما يلجأ الكاتب إلى تجربته الخاصة ، أي يريد أن يؤكد للقارئ أنه صاحب تجربة و بذلك يكون في منتهى الصدق مع نفسه و غيره .



يقول صلاح منتصر " صاحب عمود " مجرد رأي " :
" إن كتابة العمود تعني أن الكاتب وصل إلى درجة من الرصيد و المخزون الفكري و العلمي و الإجتماعي و الثقافي و السياسي و الأسلوبي الذي يمكنه من مصافحة عقل القارئ كل يوم ... و أعتقد أن العمود يتميز بميزتين الأولى :
رشاقة الأسلوب و الثانية وحدة الفكر بمعنى أن لا تصطدم كثرة الأفكار في العمود الصحفي و أن يتناولها الكاتب بأسلوب يرضي أذواق القراء المختلفين في ثقافاتهم و هوايتهم و أذواقهم (...)كاتب العمود يبدي رأيه الشخصي (...) بتطور الزمن و تعقيدات الحياة ظهر فن العمود الذي يجب أن يكون شديد الإختصار ، و شديد التركيز و هذا يتطلب معاناة ، و أهم خصائص العمودان يكون هناك " مودة" بين كاتب العمود و بين القارئ لأن كاتب العمود إنسان يدخل للقارئ كل يوم من " ثقب الباب " فينبغي أن يكون هناك رابط روحي يربط بينهما ... " .



مـاذا تستنتج من هـذه التعريفات :
- أن العمود الصحفي حجمه قصير لا يزيد عن نهر في الجريدة
- أنه يرتبط بالصحافة المكتوبة
- كاتب العمود الصحفي هو كاتب و صحفي شهير و معروف و من كبار الكتاب
- إن العمود الصحفي مكانه ثابت و عنوانه قار قد يكتب مرة في الأسبوع في الصفحات المتخصصة و الأسبوعيات أو يوميا في الجرائد اليومية .
- إن العمود الصحفي يرتبط كثيرا بشخصية كتابه ، و لا يعبر بالضرورة عن الخط السياسي للجريدة
- أسلوب العمود تهكمي ، ساخر ، ناقد ، يقوم على الحكم و الإمثال و النكت .



مواصفات العمود الصحفي :
- العمود الصحفي دائما يعبر عن فكرة واحدة و هذا ما يميزه عن أنواع أخرى متقاربة .
- العمود الصحفي في غالب الأحيان ماهيته نافدة وساخرة ، و مازحة و ليس دوما ، و يكون قصيرا و موجزا .
- أن المادة الخام التي يعتمد عليها العمود الصحفي الأمثلة الشعبية و الحكم و الأقوال و النكت و الإقتباسات و الأقوال .



مواصفـات كاتـب العمـود :
- أن يكون ذا خبرة طويلة و صاحب قلم معروف و متمرس بشكل جيد في أدبيات و فنيات التحرير الصحفي و في اللغة و الأسلوب .
- أن تكون ثقافته واسعة و شاملة و متنوعة .
- أن تكون على إهتمام دائم بجمهور وسائل الإعلام و على اطلاع تام على وسائل الإعلام و كل ما هو جديد .



أنـواع العمـود الصحفـي :

النـوع الأول :
و هو العمود الذي يرتكز على الأسلوب القصصي في ذكر قضية معينة و نجد هذا النوع عند الصحفي عمار يزلي ? في أسبوعية أخبار الأسبوع ? و هذا النوع منتشر بشكل طيب عكس الأنواع الأخرى .

النــوع الثاني :
و هذا النوع الذي يبنى على فكرة معينة و نجد هنا مثلا عمود الشروق اليومي لسعد بوعقبة " نقطة نظام".

النـوع الثالـث :
و هو الذي يقوم على المنولوق الحوار الذاتي و نجد هذا النوع عند احميدة العياشي في جريدة اليوم سابقا و حاليا في الجزائر نيوز .




مميزاته :
للعمود الصحفي مميزات تُفرده عن غيره من أنواع المقالات الأخرى :-
1) يتميز بأنه يُطرح في مساحة محددة وتحت عنوان ثابت ويُنشر في موعد منتظم .
2) يتميز بوجود توقيع لصاحب المقال أسفل عموده , يتمثل باسمه أو بريده أو لقب خاص به .
3) يتميز بأن يصوّر شخصية كاتبه وأحاسيسه بدون تكلّف .
4) يتميّز بسهولة التعبير وخفة الظل , ويقوم على الصيغ الاستفهامية والتعجبيّة .
5) كاتب العمود الصحفي يكتب على سجيته ولا يتعمق بالفكرة ككاتب الأنواع الأخرى من المقال .
6) يجب أن يهتم كاتب العمود الصحفي بنبض الشارع وهمومه .





أسس كتابة العمود الصحفي :
يقوم بناء العمود الصحفي على ثلاثة أركان
1) المقدمة : وتعتبر كاستهلال وتمهيد للموضوع المعني بالطرح .
2) صلب العمود : ويركز به الكاتب على الموضوع مستعيناً بأدلة وشواهد وبراهين تعزز فكرته .
3) الخاتمة : ويجب أن يستخلص بها الكاتب فكرته بنصيحة أو رؤية أو إرشاد .



ويجب بهذا الأركان أن يجمعها تسلسل موضوعي يرتقي من المقدمة وصولاً بذروة الموضوع وختاماً برؤية الكاتب , وقد تكون الخاتمة كنصيحة وقد تكون كتعجب يفتح آفاقاً للقارئ لإيجاد حلول مستقبلية .



كانت تلك نافذةً على فنٍ له كتّابه ورواده , وكذلك له متابعوه وعشاقه .
وسيكون لنا في هذا القسم عدة أعمدة صحفية ( مقالات عمودية ) , بعد اعتماد سياسة معينة ومعايير خاصة .