أولاً : تعريف الخبر الصحفى


مقدمة
نستطيع أن نقول أن الصحافة هي نبض المجتمع وشعوره ، وهي المرآة التي تعكس كل ما يدور في المجتمع وما يحتمل فيه من وقائع وأحداث ، ما ظهر منها وما خفي ، لذا فإن الدور التي تقوم به في إخبار الناس بما يحدث وتثقيفهم وتعليمهم وتوجيههم إلى قيم وأهداف معينة، هو دور مهم في حياتنا، ومتابعاتنا لكل ما يحدث حولنا ، وهي بالإضافة إلى ذلك تقدم لنا ما يسلينا ويرفه عنا ويحقق لنا المتعة والتسلية.
ولا بد لنا حين نتحدث عن الصحافة أن نذكر أهم فنونها التي يعيد لنا صياغة كل الوقائع والأحداث ليصل لنا بصورة جميلة بسيطة يستطيع أي واحد منا أن يتعامل معها ويفهمها ألا وهو التحرير الصحفي.
إذاً لو أردنا تعريف هذا الفن (التحرير الصحفي) سنقول أنه هو الفن الذي يقوم الصحفي من خلاله بالتعبير عما يدور أو يجري في المجتمع من وقائع وأحداث من خلال أشكال فنية تتبع قواعد وأسس معينة لا بد أن يعرفها ويعيها جيداً .
كذلك يمكننا القول أن التحرير الصحفي…هو فن تحويل الوقائع والأحداث ، كما شاهدها وعاينها الصحفي أو أخذها من مصادر مختلفة إلى كلمات مقروءة في قوالب فنية تتخذ أشكالاً متعددة، ونجدها في النهاية - هذه الكلمات المقروءة - تحقق وظائف الصحافة المختلفة من معرفة وتثقيف وتوجيه وتسلية وترفيه.
هكذا نكون قد عرّفنا فن التحرير الصحفي، وأهميته بالنسبة لأي إنسان يريد أن يعمل في مجال الصحافة، حيث هو أساس لهذه المهنة، بدونه لا نستطيع إيصال المعلومة بالطريقة المطلوبة.
الخبر… هو أساس الصحافة الحديثة، وعمودها الفقري، فبدونه لا يمكن أن تكون هناك صحافة أو صحيفة، فالخبر يحتل مكان الصدارة بين فنون التحرير الصحفي، لأنه كما نعرف هو صانع كل هذه الفنون وهو الذي يوجدها، أي أنها كلها فنون تالية لفن الخبر.
فمثلاً لا يمكننا أن نجري حديث أو تحقيق او نصيغ تقريراً أو مقالاً إلا إذا أتى الخبر، فهذه الفنون كلها كما سنرى تأتي لتشرح وتفسر وتعلق على الخبر.
بمعنى آخر نستطيع القول أن الخبر هو الأب الشرعي لغيره من الفنون التحريرية، وبدونه لا تقوم لها قائمة.
لابد أن نضع في اعتبارنا عندما نكتب الخبر أننا نتعامل مع وقائع وأحداث، ونحاول نقل هذه الوقائع والأحداث إلى القارئ، عندما لا نفكر في التعريفات المختلفة للخبر. لأن التعريف في النهاية مهما أختلف من جهة إلى أخرى، ومن معرف إلى آخر ما هو إلا شيئاً نظرياً لا يمثل إلا خلفية معرفية عند الصحفي فقط ، وعليه ألا يشغل باله بهذه التعريفات المختلفة ، فهناك تعريفات مختلفة وعديدة للخبر تختلف من عصر إلى أخر ، ومن مجتمع إلى أخر.
فمفهوم الخبر في القرن التاسع عشر مثلاً يختلف عن مفهومه في القرن العشرين ومفهومه في القرن الحادي والعشرين كما أنه سيختلف حتماً في القرون التالية ، وسوف نعرض فيما يلي بعض التعريفات المختلفة للخبر، ثم نركز على التعريف الذي نراه أكثر التعريفات واقعية وقابلية للتطبيق .
أ- المفهوم الاشتراكي للخبر
إن الخبر في المفهوم الاشتراكي يقوم على أساس نظرة النظام الماركسي للصحافة، الذي يرى أن وظيفة الصحافة هي خدمة أهداف طبقة معينة، فهي أداة دعاية للنظام .
كما يرى المفهوم الماركسي أن الخبر هو النوع الرئيسي في الإعلام الصحفي ، والأساس المكون للصحافة، وهو الذي يقوم بنقل معلومات معينة بشكل ملتزم حول وقائع ملموسة أو يعطي أحداثاً معينة بأسلوب مكثف وبأسرع طريقة ممكنة .
نرى إذاً أن الواقعية والالتزام هما الخاصيتان اللتان تميزان الخبر في الصحافة الاشتراكية.
ونرى بشكل عام أن المفهوم الماركسي للخبر يحرص على استخدام الخبر في الدعاية الأيدبولوجية والسياسية، وهذا من شانه أن يفقد الخبر دقته وموضوعيته.
ب - المفهوم العربي للخبر
معنى كلمة خبر في اللغة العربية هو ما يحتمل الصدق والكذب .
إذا حاولنا التفكير بهذا التعريف اللغوي للخبر نجده تعريفاً مضللاً ، لأنه يجعل الخبر إما صادقاً وإما كاذباً ، في حين أن الخبر يجب أن يكون صادقاً وإلا فقد صفته كخبر، فالخبر الكاذب ليس خبراً ، لأنه تقرير عن حدث أو واقعة غير حقيقية.
ولكن عرف الخبر عدد من الدراسيين والعاملين في المجال الصحفي العربي ، سنعرض بعضاً من هذه التعريفات :
عرف الدكتور(محمود عزمي) الخبر أنه…"إعلام عن حدث جديد هام ومتميز".
أما الدكتور (عبد اللطيف حمزة) فقد عرف الخبر بقوله : "الخبر الصحفي مادة من أهم مواد الصحيفة وهي تهم القراء من جانب وتهم الصحيفة نفسها من جانب آخر وأنها تعتبر مورداً من موارد الثروة للصحف". ويرى الدكتور حمزة " إن الأخبار لم تعد حاجة من حاجات الصحف وحدها وإنما أصبحت حاجة من حاجات الأمة كلها ولذلك اتخذت الأخبار مكانها الممتاز في جميع وسائل النشر ومنها الصحف والإذاعة والسينما والتلفزيون.
ربما هنا نلاحظ أن الدكتور حمزة لم يعرف الخبر ولكنه أعطى الخبر أهمية فقط واعتبره تعريفاً، والتأكيد على أهمية الشيء… لا يمكن أن نعتبره تعريفاً، بل ولا يغني عن تعريفه.
أما الدكتور (حسنين عبد القادر) قدم تعريفيين للخبر أحدهما: " انه إشار إلى كلمة (news ) الإنجليزية التي تعنى أخبار…يرى أنها هي حاصل جمع الحروف الأولى للجهات الأصلية الأربع في البوصلة: North الشمال و East الشرق و West الغرب و South الجنوب واستنتج من ذلك أن الأخبار هي الأحداث التي تقع في جميع الجهات".
ثم يقدم تعريفاً آخر للخبر وهو :" كل حقيقة حالية أو غير معروفة يهتم بها أكبر عدد من الناس".
ويشارك الدكتور جلال الدين الحمامصي الدكتور عبد القادر رأيه حول كلمة News، ولكنه يضيف: " هناك فرق بين الخبر العادي والخبر الصحفي… فالخبر العادي…أخباري وأخبارك وأخبار الأخرين من الأصدقاء، فهي ليست من الأخبار التي تصلح للنشر، أما الخبر الصحفي، فهو الخبر الذي يفتح أمامه أبواب ماكينات الطباعة ليحتل مكانه حسب أهميته على صفحات الجريدة".
حاول الكثير من الدارسين العرب تعريف الخبر الصحفي ولكنهم كلهم توصلوا إلى ما توصل إليه الأربعة الذين تم ذكرهم…
لو نظرنا إلى هذه التعريفات العربية للخبر لودنا أنها متأثرة بالمفهوم الليبرالي…فمثلاً الدكتور عزمي استخدام لفظي "هام" و "متميز" بدلاً من "مثير".
اما الدكتور عبد القادر فنجد تعريفه مبني على أهم ما يميز التعريف الليبرالي للخبر وهو " إثارة اهتمام أكبر عدد من القراء".
كما نلاحظ أن الحمامي أيضا لم يخرج عن المفهوم الليبرالي للخبر فهو يرى أن لابد للخبر أن يثير انتباه أو اهتمام أكبر عدد من الناس .
إذاً نلاحظ أن الكتاب العرب قد اكتفوا بنقل المفاهيم الغربية للخبر، ولم يأخذ هؤلاء الكتاب في اعتبارهم الطبيعة الخاصة للصحافة في المجتمعات النامية والالتزامات الواجبة على الصحفي وعلى مفهوم الخبر بشكل خاص، فمفهوم الخبر في المجتمعات المتقدمة لا يمكن أن يكون هو نفسه مفهوم الخبر في البلدان النامية .
لذا نقول ، أنه ليس مطلوباً منا اليوم أن نسأل فقط : هل يمكن أن يكون هناك مفهوم خاص للخبر في الدول النامية؟.
وإنما علينا أيضاً - نحن أبناء الشعوب النامية - أن نحاول صياغة مفهوم جديد للخبر يلبي احتياجات الصحافة النامية في مساعدة شعوبها على تخطي واقع التخلف.
ج - مفهوم الخبر في الدول النامية
نعرف جميعاً أن الدول النامية وهي دول العالم الثالث التي ظهرت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية… حيث كان أغلبها مستعمراً قبل الحرب من قبل دول العالم المتقدم.
كما نعلم أيضاً أن الدول النامية تشكل اليوم واقعاً دولياً متميزاً عن العالم المتقدم من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية… ومن الطبيعي أن ما يصلح للتطبيق في الدول المتقدمة ليس من الضروري أن ينفع للدول النامية بسبب اختلاف مراحل التطور الاجتماعي من ناحية ولاختلاف الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بل والحضاري من ناحية ثانية… فأكثر الدول النامية كما نعرف دول فقيرة تشكو من قلة الدخل وقلة الاستثمارات وقلة الإنتاج، وتعيش في دائرة مفرغة من المشاكل الصعبة، بالإضافة إلى تخلف البنيان الثقافي في هذه المجتمعات .
لذا نستطيع القول معاً… أن هذا الواقع للدول النامية يطرح مفهوماً جديداً للصحافة وبالتالي مفهوماً جديداً للخبر.
فبالإضافة إلى الحصول على الأخبار ونقلها وتفسيرها يجب أن تنفرد بمهمة صحافة البلدان النامية وهي المساهمة في ترقية المجتمع وتنميته.
فالصحفي في البلدان النامية ليس عليه أن يقدم لقرائه الحقائق فقط، ولا أن يقوم بتفسيرها أيضاً…وإنما عليه أن يعمل على تنمية المجتمع وترقيته من خلال دفع القراء إلى إدراك مدة خطورة مشاكل التنمية وجديتها… وإلى التفكير في هذه المشاكل… وأن يدفعهم لأن يفتحوا أعينهم على الحلول التي تمكنهم من تخطي حلقات التخلف التي يعيشون فيها.
لذلك دعونا نتصور أن مفهوم الخبر في العالم النامي يجب أن يقوم على الأسس التالية:-
1- مفهوم لا يرفض الإثارة في الخبر ولكنه يعطيها معنى مختلفاً عن المفهوم الليبرالي، أي أن يعطي الإثارة معنى "الأهمية" وليس معنى "جذب الانتباه".
2- يجب أن يتصف الخبر في البلدان النامية بالإضافة إلى الإثارة والجدة والفائدة…بالصدق والصحة والدقة والموضوعية.
ومن هنا نعتقد أن أفضل تعريف للخبر في البلاد النامية هو :
"الخبر هو تقرير يصف في دقة وموضوعية حادثة أو واقعة أو فكرة صحيحة تمس مصالح أكبر عدد من القراء وهي تثير اهتمامهم بقدر ما تساهم في تنمية المجتمع وترقيته.
خلاصة القول : "إن الخبر هو تقديم معلومات مفيدة وجديدة عن واقعة أو حدث أو موضوع معين يهـم أكبـر عـدد من القراء، وتـرى الجـريـدة أو المسؤول عن التحرير بها نشره، وتختلف معايـير نـشـر الـخــبـر من مـجـتـمـع إلى آخــر تبعــاً لـنظـامــه الـسياسـي والـقـيـم والـعـادات
والمبادئ التي تحكم الناس فيه وتبعاً للسياسة التحريرية للصحيفة، على أن تكون صياغة الخبر بطريقة سليمة وأسلوب واضح يفهمه جميع القراء ".
ثانياً: عناصر الخبر الصحفي
قبل أن ندخل في تعداد عناصر الخبر الصحفي لا بد لنا أن نعرف المقصود بمعنى هذه العناصر. يقصد بعناصر الخبر… الأركان التي تحدد جودته وصلاحيته للنشر، فإذا فقد الخبر أحد هذه العناصر قلت أهميته، وأصبح نشره محل نظر ومناقشة.
لاحظنا اختلاف الآراء الصحفية في تعريف الخبر، وهنا أيضاً اختلفت الآراء في تحديد أركان الخبر وعناصره، سواء من حيث الأهمية أو الترتيب ، إلا أن هذه العناصر ضرورية لكي يكون الخبر متكاملاً ومفيداً للقارئ ويستحق النشر.
ولكن يمكننا حصر العناصر الأساسية للخبر فيما يلي :
1- الجدة أو الحالية
فنأتي أولاً لمعرفة معنى الجدة أو الحالية…
يقصد بها أن يكون الخبر جديداً، أي أن يكون معاصراً للأحداث ومواكباً لها، فالخبر سلعة سريعة التلف والبوار، والقارئ يرفض أن يضيع وقته في قراءة خبر قديم، كما لا يجب أن يشتري سلعة تالفة أو فاسدة لذلك فإن الخبر القابل للقراءة والاهتمام هو الخبر الجديد الذي لم يسبق نشره، وإلا أصبح خبراً (بايت) كما يقولون.
ولكن هذا لا ينفي أن بعض الأحداث التي وقعت منذ فترات بعيدة ولم تنشر من قبل يمكن أن تكون مادة صحفية جيدة لخبر جديد… بل إن بعض هذه الأخبار قد يفرض نفسه على الصفحات الأولى في الصحف…
2- الفائدة أو المصلحة الشخصية أو العامة
نلاحظ اهتمام الناس وإقبالهم على الصـحـف حيـن يـكـون فـيها خـبراً عن عـلاوة أو تعـييـن أو تخريج…الخ.
فكلما كان الخبر يهم القارئ أو يعود عليه بالمصلحة، كان قابلاً للنشر، ويقال نفس الشيء عن المصلحة العامة أو مصلحة المجموع فمثلاً… خبر تعيين خريجي الـجامعـات من دفـعـة 1995 أو ما بعدها في التدريس ، هـذا الخبر يتوافـر فيه عنصر الفائدة أو المصلحة الشخصية، وكذلك المصلحة العامة، فهو يهم كل خريج على حده، وأيضاً كل خريجي هذه الدفعة.
3- التوقيت
كلنا يدرك أن الخبر حين نسمعه في الوقت الذي يقع فيه أهم من سمـاعـه بعـد حـين، فـتوقـيت وقوع الحدث قد يضيف إليه أهمية مضاعفة، وقد يحدث العكس… أي يـقلل من هذه الأهمية أو يلغيها تماماً، فلا يجد الخبر له مكاناً على أية صفحة من صفحات الجريدة.
مثال على هـذا … إن خبـر تـزويد الأسواق بكـميات كبيرة مـن الأدوات المـدرسية لا تـصبح له أهمية إذا ما نشر في موسم الصيف أو الإجازات.
4- الضخامة أو العدد والحجم
المقصود بالضخامة أو العدد هو ارتباط الخبر أو الحادثة التي يدور حولها الخبر بعدد كبير من الناس، أو كثرة أعداد الناس الذين تدور حولهم الحادثة.
والخبر الضخم هو الخبر الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء…وتزداد ضخامته بازدياد عدد من يهتم به من القراء… مثال: إن خبر حادث تصادم بين باصين أدى إلى وفاة خمسين راكباً مثلاً يكون أجدر بالنشر من خبر تصادم بين سيارتين نتج عنه إصابة عشرة أفراد. مثال أخر: حادث زلزال يدمر مدينة بما فيها من مبان ومرافق ومصانع تهتم به الصحف أكثر من حادث حريق حصل في قرية ودمر بضعة بيوت.
5- التشويق
الخبر المشوق مثل القصة البوليسية التي تجعل القارئ يتابع فصولها ويلاحق تطور أحداثها بلهفة وشوق ، ومن ذلك أخبار الحوادث والكوارث والقضايا الإنسانية.
مثال…خبر عن مقتل عجوز ثرية في ظروف غامضة يجعل القراء يتابعون تطور هذا الحدث رغبة في معرفة تفاصيل هذا الحادث.
6- الصراع
نستطيع أن نلاحظ وندرك أن الحياة قائمة على الصراع…صراع من أجل لقمة العيش، صراع من أجـل مـكان تحـت الـشمس، صـراع مـن أجــل الـبقـاء، وهـذا الـصراع لـيس بـيـن الأفــراد فـقـط
ولكنه أيضاً صراع بين الدول والأمم لذلك نجد أخبار الحروب والثورات والانقلابات والانتخابات تأخذ اهتماماً كبيراً من القراء والمسؤولين عن النشر لأنها تكشف عن جانب من جوانب الصراع في حياة الإنسان.
7- المنافسة
التنافس سمة من سمات الحياة الإنسانية، وهو الدافع إلى الإجادة والتطوير، ويتمثل التنافس في أخبار المباريات الرياضية المختلفة، وكذلك أخبار الامتحانات، وهي تجذب القارئ وتلفت انتباهه.
8- التوقع أو النتائج
تقاس أهمية الخبر الصحفي في مدى ما يثيره لدى القارئ من توقع لما ينتج عنه او ما يثيره من احتمالات وإيحاءات لدى القارئ أو ما يطرحه في ذهن القارئ من تساؤلات عن نتائج وعواقب هذا الخبر سواء على القارئ نفسه أو على المجتمع الذي يعيش فيه أو الوطن الذي ينتمي إليه.
مثال : إن خبراً عن مرض رئيس إحدى الدول لا بد وأن يثير في ذهن القارئ العديد من التساؤلات حول احتمال ابتعاد هذا الرئيس عن الحكم…والتفكير في من يخلفه؟ واحتمالات الصراع على السلطة بين القادة في هذا البلد…ثم ما تأثير ذلك على سياسة هذه الدول الداخلية والخارجي، وتأثير ذلك على مستقبل المشاكل الدولية.
9- الغرابة والطرافة
الغرابة والطرافة تعني الخروج عن المألوف، فعنصر الغرابة في الخبر يشير إلى ذلك الجانب غير المألوف في مضمون الخبر، أي ذلك الجانب الذي يقدم عكس ما اعتاد عليه الناس .
مثال خبر عن زواج رجل في التسعين من فتاة في الثامنة عشرة. مثل هذا الخبر لابد ان يثير اهتمام القارئ لما فيه من غرابة وطرافة، فمن غير المألوف أن يتقدم رجل في التعسين من عمره للزواج من فتاة في الثامنة عشرة.
أمثلة أخرى خبر عن ضابط بوليس يتزعم عصابة للسرقة ، أو القبض على قاض في جريمة رشوة ، أو طفل في الثامنة من عمره يحفظ القرآن الكريم كاملاً.
مثل هذه الأخبار تجذب اهتمام القارئ إلى الخبر وتجعله قابلاً للنشر عن غيره.
10- الشهرة
الأسماء الكبيرة والهامة هي التي تصنع الأخبار، فكلما كان الخبر يدور عن شخصية مشهورة زادت أهيمته، وأصبح قابلاً للنشر عن غيره، واحتل مكاناً بارزاً على صفحات الجريدة.
مثال…إن خبراً عن الأديب نجيب محفوظ أكثر أهمية من خبر عن أديب متوسط الشهرة….
وعنصر الشهرة لا يقتصر فقط على أخبار الأشخاص، وإنما ينسحب أيضاً على بعض الأماكن والآثار والقضايا والكتب وغيرها من الأشياء.
وأمثلة…خبر عن الأهرامات المصرية أهم من خبر عن مدينة بني سويف وخبر عن كتاب ليوسف السباعي أهم من خبر عن كتاب احمد كامل.
11- الاهتمامات الإنسانية
العنصر الإنساني في الخبر هو ذلك العنصر الذي يثير أو يحرك العواطف الإنسانية عند القارئ سواء بالحب أو العطف أو الشفقة أو الكره أو الخوف أو أي مشاعر إنسانية أخرى.
أمثلة…
- خبر نجاة مواطن في حادث انهيار منزل بعد صراع مع الموت لمدة ثلاثة أيام تجذب انتباه القارئ أكثر من حادث الزلزال نفسه.
خبر مصرع عروسين في حادث سيارة ليلة زفافهما يؤثر في نفس القارئ أكثر من فوز عروسين بجائزة ليلة زفافهما.
12- الأهمية
عنصر الأهمية في الخبر ينتج عن توافر أكثر من عنصر في نفس الخبر…مثل أن يحتوي الخبر على الشهرة والصراع والضخامة معاً…
وكلما احتوى الخبر عدداً أكبر من هذه العناصر كلما ازدادت أهميته وأهم ما يميز الخبر المهم..هو أنه يجمل في مضمونه معنى جاداً.
13- الإثارة
المقصود بالإثارة أن يكون الخبر جذاباً يشد انتباه القراء لما يحمله من إثارة تتعلق بالغرائز والفضائح والجرائم.
لذلك نلاحظ جميعاً أن الصحف تركز على هذه النوعية من الأخبار لزيادة توزيعها.
لكن المبالغة في هذا العنصر شئ يجب أن تحرص الصحف على أن تقلل منه بقدر الإمكان حتى لا تتحول إلى مجرد نشرات صفراء تخاطب الغرائز. منقول للافاده